التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis - MS) هو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على الدماغ والحبل الشوكي والعصب البصري. يحدث المرض عندما يهاجم الجهاز المناعي الغلاف العازل للأعصاب (الميالين)، مما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية واضطراب الإشارات العصبية بين أجزاء الجسم المختلفة. تختلف أعراض المرض من شخص لآخر وقد تشمل اضطرابات في الرؤية، التوازن، الإحساس، الحركة والكلام.
ما هو التصلب المتعدد؟
يحمل المرض أكثر من اسم في اللغة العربية، حيث يُعرف باسم التصلب اللويحي أو التصلب المتعدد، وهو ترجمة للتسمية الإنجليزية Multiple Sclerosis. يشير مصطلح "التصلب" إلى الندوب التي تتشكل في مناطق الالتهاب داخل الجهاز العصبي بعد تعافي النوبة.
يشبه فقدان الميالين "ماسًا كهربائيًا" في التوصيلات العصبية، مما يؤدي إلى اضطراب الإشارات العصبية وحدوث أعراض عصبية تختلف حسب مكان الالتهاب.
أنواع التصلب المتعدد
يتخذ التصلب المتعدد أشكالًا متعددة، ويختلف تطوره من شخص لآخر:
- التصلب المتعدد الانتكاسي الهاجع (Relapsing-Remitting MS): يتميز بنوبات متكررة تتبعها فترات تحسن.
- التصلب المتعدد المتقدم الثانوي (Secondary Progressive MS): مرحلة يتفاقم فيها المرض تدريجيًا بعد سنوات من الانتكاسات.
- التصلب المتعدد المتقدم الأولي (Primary Progressive MS): يتفاقم المرض منذ البداية دون نوبات.
- التصلب اللويحي الحميد (Benign MS): مسار نادر وخفيف مع نوبات قليلة وتعافٍ شبه كامل.
أعراض التصلب المتعدد
تختلف أعراض التصلب المتعدد حسب موقع الالتهاب، ومن أبرزها:
- تنميل أو وخز في الأطراف
- ضعف في أحد الأطراف
- شعور بتيار كهربائي عند تحريك الرقبة
- اضطرابات في التوازن والمشي
- تشوش أو ازدواجية في الرؤية
- صعوبات في الكلام والتركيز
- تعب مزمن
- مشاكل في المثانة
- اضطرابات في الوظيفة الجنسية
- حالات من الاكتئاب أو التوتر
أسباب التصلب المتعدد
يُعد التصلب المتعدد من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الجسم نفسه. ولا يُعرف السبب الدقيق للمرض، لكن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة، منها:
- العمر بين 20 و40 عامًا
- كون المريض من الإناث
- وجود تاريخ عائلي للمرض
- نقص فيتامين D
- السمنة
- أمراض المناعة الذاتية الأخرى
تشخيص التصلب المتعدد
لا يوجد فحص واحد قاطع لتشخيص التصلب المتعدد، وإنما يعتمد التشخيص على:
- الفحص العصبي السريري
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
- البزل القطني لتحليل السائل الدماغي الشوكي
- فحوصات الدم لاستبعاد أمراض أخرى
التشخيص المبكر يلعب دورًا أساسيًا في إبطاء تطور المرض.
علاج التصلب المتعدد
شهد علاج التصلب المتعدد تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الأدوية أكثر فاعلية وأمانًا. يساهم العلاج المبكر في إبطاء تقدم المرض وتقليل خطر الإعاقة.
بعض العلاجات الحديثة تُؤخذ في المنزل وتساعد المرضى على الحفاظ على نمط حياتهم الطبيعي وتحسين جودة حياتهم.
العمر المتوقع مع التصلب المتعدد
بفضل التطور الكبير في العلاجات، لم يعد التصلب المتعدد يُقصّر متوسط العمر المتوقع. معظم المرضى يعيشون عمرًا طبيعيًا، ويكون تأثير المرض غالبًا على جودة الحياة وليس على مدتها.
التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة هما المفتاح للحفاظ على حياة نشطة وطبيعية.